قرد موالف ولا غزال مخالف (نظرة إدارية في الأمثال الشعبية)
بقلم د. عامر عبد الرؤوف حمادة
عادةً ما يُطلق هذا المثل على رغبة المسؤول أو المدير في المؤسسة في تعيين وتقريب وربما اقتناء من لا يعترضون البتة.
استراتيجية تدجين خطيرة قائمة على تقريب وارتقاء كل من لا يعترض ولا ينتقد, واستبعاد الغزال(الموظف الكفؤ) بمجرد أنه مخالف لرأي المدير أو المسؤول.
إن خطورة هذه الاستراتيجية تظهر على المدى البعيد, حيث تكمن في البعد عن النظام الإسلامي الشوري الرائع, و تأسيس بيئة عمل مبنية على الرأي الواحد والذي يكون في الغالب أقرب إلى الخطأ منه إلى الصواب.
ولقد اطلعت على بعض كتب السير فلم أجد أن أجدادنا الأولون قرّبوا الضعفاء الذي يؤيدون المسؤول في كل تصرفاته وقراراته ولا يثبتون على رأي, لأنهم كانوا يعلمون بأن ذلك يُنشئ جيلاً من (الإمّعات), ورحم الله الشاعر حين قال:
يا ليتَهُم سَمعُوا ما قالـه عُمَرٌ
والرُّوحُ قد بَلَغَتْ منه تَراقِيها
لا تُكْثِرُوا من مَواليكُم فإنّ لـهم
مَطامِعاً بَسَماتُ الضَّعفِ تُخفيها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به
رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
وإن مما قرأت واطلعت عليه في السنوات الأخيرة أن بعض المؤسسات الغربية الناجحة توظف موظف (الغزال المخالف) بشكل مقصود ليُخالف الآراء والقرارات بشكل علمي وقانوني ومهني بهدف تنضيج وتحسين القرارات والتوجهات للمؤسسة, وبالتالي الوصول إلى أداء مؤسساتي احترافي.
أخيراً:
نحن نريد الغزال (الموظف الكفؤ) الذي يحرك الماء الراكد حتى لا يأسن, بغض النظر إن كان موالفا أو مخالفا, ما دام ذلك وفق أنظمة وسياسات وقيم المؤسسة.
تعليقات الفيسبوك