مؤسسة عبير الوعي – أمجد الدعالسة
قطاع غزة - فلسطين
يأتي الإحسان في أعلى مراتب الإيمان بالله عز وجل، يقول علي رضي الله عنه: "عاتب أخاك بالإحسان إليه و اردد شره بالإنعام عليه، وهذه الصفة كانت ملازمة لسيدنا يوسف في قصته..
"الاحسان اليوسفي" عنوان لمحاضرة للشيخ بشير سليمان ضمن أمسية إيمانية نظمتها مؤسسة عبير الوعي الدولية للمجتمع الشبابي في قطاع غزة.
مواضع الاحسان اليوسفي
ذكر الشيخ بشير سليمان أن الإحسان في سورة يوسف ذُكر في خمسة مواضع والله سبحانه وتعالى كان يُعقّب في كل موضع من مواضع الإحسان على صورةٍ مشرقةٍ ظهر فيها فعلاً إحسانُ يوسف عليه السلام، وعن المعنى الأول من هذه المعاني الإحسان في التعامل مع الخالق سبحانه وتعالى أن تشاهده أن تراقبه أن يكون حاضراً بين ناظريك في كل حالٍ وفي كل حين.
وتابع سليمان: "نريد أن نقف وقفة تأمل عندما قال الله تعالى "وكذلك نجزي المحسنين" أي أن هذا العطاء الذي يعطيه ربُنا للمحسنين ليس مقتصراً على يوسف عليه السلام بل هي سُنّة جارية من الله سبحانه وتعالى.
وهي تراوده عن نفسه
وبين سليمان من خلال السورة كيف أن يوسف عليه السلام أمام هذه المغريات التي كانت تتراخى أمامه قد تجلى الاحسان في أعظم صوره، قال تعالى: "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"، وأشار سليمان الى أن الأمر العظيم الحاضر في قلب يوسف عليه السلام هو الله سبحانه وتعالى الذي يمنعه من الاستجابة للمراودة، شيء عظيم وقر في قلبه هو رؤية الله سبحانه وتعالى.
أحد عشر كوكباً
وفي ذات السياق أكد سليمان أن صور الاحسان في قصة يوسف ظهرت بالتعامل مع أخوته الذين أساؤوا اليه، وظلموه ظلماً شديداً فعاش في آلام وأحزان وعاش عبداً ثم في السجن ثم في الملك, والملك هو أيضاً بلاء لذلك يأتي المشهد الأخير قال سبحانه وتعالى: "فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ"
وأشار الى أن يوسف عليه السلام أوصلهم الى هذه الحال لأنه يريد أن يعطيهم الدرس والعظة والخوف من الله سبحانه وتعالى وكأنه يعيد عليهم السؤال، مَن الذي يَجزي المتصدقين فيقولون الله هو الذي يجزي المتصدقين، قال: وأين كان الله عندما ألقيتم يوسف في البئر وما الذي جركم أن تفعلوا بيوسف ما فعلتم وأنتم تعرفون الله إذ أنتم جاهلون، وكأنهم يقولون القيناك في البئر فمن جعلك على خزائن الأرض
يوسف المُحسن
وأوضح سليمان أن سيدنا يوسف عليه السلام يقابل هذا الظلم بالإحسان، يقابل القطيعة بهذه الصلة، يقابل كل اساءة بهذا الإحسان العظيم، هذه الصورة الناصعة في إحسان يوسف مع المخلوق أن تحسن لمن أساء اليك أن تعفو عمن ظلمك أن تعطي من حرمك أن تصل من قطعك وإلا لا تكون مثل يوسف عليه السلام إلا إذا فعلت هذا".
وختم سليمان حديثه قائلاً: "الأنبياء والعظماء والقادة لا يتركون أخلاقهم النبيلة إذا كانوا في بلاءٍ أو إذا كانوا في رغدٍ ونعمة، إذا كانوا في السجن أو كانوا في الملك تراهم من المحسنين أينما نظرت اليهم.
"وتتعمّد منهجيتنا التربوية تربية صفوة كبيرة الحجم من الدعاة تتكون منها قاعدة صلبة للعمل الدعوي وتحمل أثقاله، وتصبر على طول الطريق، وتتكون منها الطبقة القيادية، ثم نحاول صناعة طبقة واسعة من الموالين للدعوة". 11
كن معنا
تعليقات الفيسبوك