مؤسسة عبير الوعي الدولية – غزة/فلسطين
نظمت مؤسسة عبير الوعي الدولية محاضرة للمجتمع الشبابي في قطاع غزة بتاريخ 22/07/2020م، للشيخ الدكتور "عبد السميع العرابيد" بعنوان: "القرآن والشباب"، التي تحدث فيها عن علاقة الشباب بالقرآن الكريم وسبل التعمق وتدبر آياته وتفسيره في واقع عزف الكثير من الشباب عن كلام الله عز وجل، وتعد هذه المحاضرة الثالثة ضمن "لقاء عبير الوعي الشهري" الخاص بمجتمع عبير الوعي الشبابي.
الصحابة وشباب اليوم .. فرقٌ واحد
ذكّر العرابيد الشباب في بداية محاضرته بفضائل القرآن الكريم وعِظَم كلام الله تعالى وأهمية تدبر آياته وفهم وتفسير معانيه والاستفادة من خلق القرآن في الحياة، كما وقارن العرابيد بين شباب الصحابة وشباب اليوم بالقول أن الصحابة عرفوا مدى السمو والشرف الذي حباهم الله تعالى بهذا القرآن، فانهالوا عليه حفظاً وسلوكاً وتمسكاً، وطبقوه في اقتصادهم وسياستهم واجتماعهم وفي حياتهم العامة , حينها سادوا وسموا .
وحول السؤال ما الفرق بيننا وبينهم؟ قال العرابيد: "الفرق واحد فقط وهو تعلم الصحابة للقرآن وطبقوه ونحن نتعلمه ولا يوجد تطبيق، "يوم أن نطبق ما في القرآن اعلموا أن النصر قد حان" وكان الصحابة الهم الأول لهم التطبيق العملي والفعلي لهذا الكتاب حيث كان يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "كنا نتعلم العشر الآيات لا نتجاوزها حتى نعلم معانيها والعمل بها قال: فتعلمنا العلم والعمل معاً". وهذا هو الفرق بيننا وبينهم، لذلك ربما أكرم الله تعالى أهل غزة بما يصنعون اليوم من دار القرآن والتحفيظ والقراءات.
هداية ونور
في سياق متصل قال العرابيد أن القرآن الكريم هو حبل ممدود بين السماء والأرض من تمسك به نجا ومن تركه هلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله , قالوا : نعم , قال : فإن هذا القرآن سببُ طرفه بيد الله , وطرفه الآخر بأيدكم , فمن تمسك به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا أبدا " .
وأكد العرابيد أن الهداية القرآنية تضم جانب التعرف على الله سبحانه وتعالى من هو الله؟ وما واجبنا تجاه الله عز وجل؟ بمعنى واجبات العبودية، وقسّم العرابيد الطريق الموصلة لمعرفة الله إلى قسمين أولهما عن طريق كتاب الله المنظور وهو التأمل في ملكوت الله تعالى وعجيب صنعه والشاب المتعلم لابد ان يكون إيمانه قائم على إيمان عميق من خلال النظر في ملكوت الله تعالى"
أما عن معرفة الله عن طريق الكتاب المستور وهو القرآن الكريم قال العرابيد: "علم الله ثلاث؛ العلم بعلمه من خلال معرفة العلوم، والعلم به من خلال أسمائه وصفاته، والعلم بشرعه من خلال العلم بالدين".
القرآن دليل رحلة الحياة
وصف العرابيد القرآن الكريم بدليل رحلة الحياة، فالله تعالى ابتدأ هذه الرحلة يوم أن قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، فقضت حكمة الله أن جعل الإنسان خليفة في الأرض، هنا بدأ الصراع بين الحق والباطل وبدأت ذرية آدم بالتناسل وبدأ الاختبار، فمن ينتهي اختباره من الأرض ينتقل إلى داره الأخير وإلى أن يأتي الله بأخر قوم على الأرض.
من هنا نستخلص الحكمة من نزول القرآن , فالهدف الأساسي من نزوله هو هداية الناس إلى الله وإلى طريقه المستقيم والعيش على الأرض بأمان والعودة إلى الجنة بسلام، وأنزل الله تعالى القرآن في شهر رمضان فكان ركن من أركان الإسلام وعُظم الزمان بتشريف القرآن له فما ظننا بالذي يحفظ القرآن ويعمل به.
وفي سورة الرحمن حين قال تعالى: "الرحمن علم القران"، تعليم القرآن أول النعم وأعظمها، فمن جليل نعم الله أنك تتعلم القرآن وهنا يصطفي الله من عباده الحافظين للقرآن والعاملين به، فجاء القرآن لإسعاد البشر , ولإصلاح الناس , وتكفل بحاجاتهم في دينهم ودنياهم.
"وتتعمّد منهجيتنا التربوية تربية صفوة كبيرة الحجم من الدعاة تتكون منها قاعدة صلبة للعمل الدعوي وتحمل أثقاله، وتصبر على طول الطريق، وتتكون منها الطبقة القيادية، ثم نحاول صناعة طبقة واسعة من الموالين للدعوة". 11
كن معنا
تعليقات الفيسبوك