ماذا تحتاج الحركة الإسلامية العالمية
ماذا تحتاج الحركة الإسلامية العالمية
تحتاج الحركة الإسلامية العالمية إلى:
أولاً: خط ابن تيمية في الوضوح العقدي، وإثبات الأسماء والصفات دون تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل.
ثانياً: خط حسن البنَّا في التربية الحركية، لأنَّه أثبت كفاءة في التربية وتجميع الشباب المسلم ضمن إطار هذا الدين، ولأنَّ التربية العقدية تتم من خلال البناء الحركي (فالجماعة تُبنى بالعقيدة، والعقيدة - تظهر في واقع الحياة - من خلال البناء الجماعي والحركي).
إنَّ العقيدة الإسلامية، ليست نظرية تؤخذ مجردة للدراسة الذهنية، لا بد أن يتم بناء العقيدة مع بناء الجماعة والحركة.
لا بد أن تتمثل العقيدة في بناء حركي وجماعي يعبر بنفسه عن نمو العقيدة ذاتها (وخطأ أي خطأ - بالقياس إلى الإسلام - أن تتبلور العقيدة في صورة نظرية مجردة للدراسة الذهنية والمعرفة الثقافية، بل خطر أي خطر كذلك).
وبإمكانك أن تدرك الفرق الهائل بين مجموعة درست هذه العقيدة بتفاصيلها ووضوحها من خلال المناهج الدراسية الجامعية ونالوا بها الشهادات العالية، ومجموعة أخرى تلقت هذه العقيدة من خلال التربية الحركية في الجماعة المسلمة.
إنَّ إنتاج كليات الشريعة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كان غالبيته فجاً هشاً متهافتاً، ليس للعقيدة أثر يذكر في سلوكه أو أخلاقه أو تعامله في واقع الحياة.
فحامل الشهادة يعيش في برجه العاجي، يُبلغ النَّاس التوكل على الله، وعدم التوسل بالبشر أحياءً وأمواتاً، ويعلم النَّاس اللجوء إلى الله والاستعانة به، وكم ذكَّر النَّاس بكلمات ابن القيم: إنَّ الدين عبادة واستعانة (إنابة وتوكل) ولكنَّك لا تجد له موقفاً واحداً صلباً في حياته يعبر عن هذا التوكل، ويشعر بثقته بالله وحده وأنَّه - سبحانه - إليه يرجع الأمر كله.
يقول الأستاذ سيد رحمه الله: (إنَّ كل نمو نظري، يسبق النمو الحركي الواقعي، ولا يتمثل من خلاله، هو خطأ وخطر كذلك). ([1])
ثالثاً: ولا بد مع البناء العقدي الواضح من خلال الحركة الإسلامية الهادفة لبناء دين الله في الأرض - إلى جانب هذا، لا بد من الاعتناء بالتربية الروحية، وتوثيق الصلة بالله عزوجل - حتى يصبح الفرد المسلم يتعامل مع هذا الدين، وينفذ منهجه وكأنَّه يرى الجنَّة والنَّار رأي العين كما كان علي - t - يصفهم بقوله: (صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى).
لا بد أن تسير هذه الخطوط الثلاثة متوازية في وقت واحد:
(الخط العقدي السلفي الواضح + الخط الحركي الجاد + التربية الروحية الصافية العميقة).
لقد رأيت الكثيرين ممن تلقوا هذه العقيدة الواضحة السلفية، ولكن بعيداً عن البناء الحركي العملي، فما وجدت في كثير منهم النماذج التي تحتذى، بل سرعان ما يسقط أحدهم من الأفق العالي الذي أحلته إياه مكانته العلمية لبارقة خلابة أو أمام امتحان بسيط لا يسقط أمامه تلميذ صغير من تلاميذه، ولقد استلم هذا النوع من حملة الشهادات الذين تلقوا العقيدة وتفاصيل هذه الشريعة من خلال البرامج الدراسية، والكتب المدرسية، فخرجت الأجيال على أيديهم مشوهة ممسوخة، إلّا من رحم ربك - وقليل ما هم -. ([2])
تعليقات الفيسبوك