فاح العبير .. بوعيكم

علاقتي بأخي الحبيب عبد الله كان المبتدأ فيها الأخوة في الله، وخبرها هو العمل المثمر معاً في كل شأن فيه علو في الحياة وفي الممات، تعارفنا عبر الإنترنت، وفي كل تواصل يصر الود أن يقربنا من بعضنا أكثر وأكثر، حتى غمسنا معنا الشيخ الرباني القدوة "أحمد ياسين" رحمة الله، فزاد تواصلنا شرفا وحبا، وكانت ساحتنا وقتها موقع "الرواق" ضممنا فيه أكفنا مع رهط من الأخيار من كافة الدول؛ فهذا من ماليزيا يخبرنا بحالهم، وهذا من نجد يشارك بأصالة، وأخر من شنقيط يمدنا بالفخامة، وأخ من كندا يتفاعل معنا، وسيدة من تونس تحرص على النماء، معها أخت لها من ليبيا، وعدد يفوق المائتين من حرائر القدس الشريف، ورهط آخر من الأخيار من الإمارات ومصر والمغرب وجزر القمر ولبنان وسورية والعراق الحبيب، وغيرها من الدول الإسلامية والأوربية، و وقف فينا قائدا ومرشدا وناصحا؛ معلمنا الجهبذ الهمام الأستاذ: "محمد أحمد الراشد".

أصدر كتابه "عبير الوعي" وافتتحه بمقالة (رواق الخيال الإيماني) الذي كان إبداعا في الحياة الأولى وأشواقا للحياة الآخرة، وعلمنا أن الخيال يمنح الفكر الحيوية، وأن الجمال في النفوس يهبها أهلية القرار السوي، وأطربنا بالحب في بلاد الأحزان..

وعندي قناعة تامة بأن بيئة فلسطين هي أنضج البيئات لهذا العبير ووعيه:

  1. إذ التحدي كبير ولابد من اقتحام العقبة.
  2. وهي بيئة عملية لا مجال فيها للغفلة فضلا عن النوم.
  3. وتكاد تختفي منها الأميّة.
  4. والآثار والنصوص قاعدة متينة، منها المنطلق ومنها يكون التحفيز.
  5. ثم وجود قادة يشاممون الناس ولا يترفعون عنهم.

وكان حواري مع أخي عبد الله حول مركز للتدريب في غزة، من بعد نجاحي - لله الحمد في تأسيس مركز تدريب وتطوير في بلدي، ومع التحاور وتقليب الرأي كان اختيار "عبير الوعي" هو مسمى المركز الجديد، ومعي قناعتي التامة التي ذكرت، لم أتوقع أن ينطلق المركز بهذا النشاط والعمل، وفاجئني أخي عبد الله بالنشاطات والمؤتمرات، وتسابقت دموعي في الرد عليه بصمت، ونال مني الفرح عمقا في نفسي وروحي، ولمع في روحي صفاء المبتدأ، وهذا هو الخبر.

ولست أشك في قدرات أهل فلسطين على مزيد عمل ووعي وحراك مثمر، برغم ضغوطات الحياة والتضييق، إلا أن هذا كله يزيد من التحدي للنجاح بل وللفلاح، ومجالات العمل كثيرة والبيئة قابلة، والشباب فيهم الخير، والنضج وافر.

وما بركة " ياسين " وعقل وقلب " الراشد " إلا كمثل الزيتونة المباركة، ونحن من يستظل تحتها، وينهل من خيراتها، وفي الأحرار مزيد وعي، وحب.

أ. عبد الحميد محمد

إعلامي وتربوي

كن معنا في نشر الوعي

"وتتعمّد منهجيتنا التربوية تربية صفوة كبيرة الحجم من الدعاة تتكون منها قاعدة صلبة للعمل الدعوي وتحمل أثقاله، وتصبر على طول الطريق، وتتكون منها الطبقة القيادية، ثم نحاول صناعة طبقة واسعة من الموالين للدعوة". 11

كن معنا